عندما دخل الفنان الأردني خلدون الداوود «مستشفى رزق» في بيروت لزيارة ابنة صديقه السفير اللبناني في الأردن شربل عون، ولدت فكرة تحويل هذا المستشفى معرضاً للوحات التشكيلية.
طرح الداوود فكرته على المسؤولين في «مستشفى رزق» فلاقت ترحيباً كبيراً وأبدى المسؤولون استعداداً لوضع أطر قابلة لتنفيذها.
ويقول الداوود «يأتي الناس الى بيروت لتمضية عطلة صيفية وينشدون المتعة والاستجمام، أما أنا فقررت أن أحب هذه العاصمة كما فعلت مع دمشق والقاهرة وعمان».

طفلة مشاركة تنفذ إحدى اللوحات. د.ب.أ
وأضاف «قررت أن أجعل هذا الحب مشعاً وملموساً في بيروت، كما حاولت ان أعيد كتابة التاريخ بطريقة فنية عن طريق إصدار مجموعة من الكتب في مؤسسة «رواق البلقاء»، بمشاركة نخبة من المبدعين العرب مثل كتاب «ومر القطار»، وكتاب «حوار الأنهر»، وكتاب «الوردة المحجوبة»، هكذا سيكون لي شرف المساهمة في تحويل المستشفى معرضاً أو متحفا فنيا.
«رواق البلقاء»
والداوود هو صاحب المؤسسة الفنية «رواق البلقاء» التي تأسست في مدينة الفحيص في الأردن مطلع التسعينات، وبدأت عملها بترميم البيوت القديمة وكل ما يتعلق بها من ذاكرة معاشة، واستضافت عدداً كبيراً من الشعراء والفنانين العرب والأجانب، وهي تهدف إلى نشر الفن وثقافاته في الشارع العربي، من خلال اهتمامها بالتراث والموروث الحضاري.
وتابع الداوود «الهدف من ذلك تأمين القسط الأكبر من الراحة النفسية للمريض وخفض منسوب معاناته، وخلق جو فني ينقل زوار المستشفى الى فسحة من الأمل والتفاؤل».
ويعتبر البعض أن للوحات الفنية والألوان دوراً فعالاً في الإرشاد والعلاج النفسي إذا وجهت وظيفة الفن في هذا الاتجاه.
وقال «سيكون في كل غرفة من غرف المستشفى لوحة تحمل توقيعي توضع بطريقة يكون المريض قادراً على رؤيتها، أما بقية الأمكنة فستتوزع فيها لوحات تنجزها ورشة عمل تضم مجموعة من طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية ومجموعة من الأطفال، وأخرى تضم ذوي الحاجات الخاصة، وعدداً من المرضى القادرين على الرسم، وتعتبر ورشة العمل هذه فريدة من نوعها».
250 لوحة
ويتولى الداووٍد إدارة ورشة العمل مع طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية وبقية المجموعات، الذين سينجزون نحو 250 لوحة ستتنافس على احتلال أمكنة لها في أرجاء المستشفى بعد إنجاز المشروع.
ويستعين بعض المستشفيات في الوطن العربي ببعض المصممين والفنانين التشكيليين لإنتاج لوحات تشكيلية، يوظفون فيها متغيرات عديدة كالألوان والرسومات لتناسب أجواء المستشفى.
وقال الداوود «سأحاول أن أثير أسئلة اللون في المستشفى، فليست العملية مقتصرة على تعليق لوحة فقط»، مشيرا إلى أهمية اللون في حياة الإنسان وما له من تأثير في أمزجة البشر بحيث يمكننا الحكم على الأشياء من خلال لونها».
وأضاف «سأحاول الابتعاد عن الواقعية في هذه اللوحات والذهاب باتجاه التجريد بحيث تحمل اللوحة العديد من الأسئلة، بألوان هادئة تبعد المريض عن التوتر».
والمعروف أن اللوحة الفنية تلامس جانبا معينا بداخل المشاهد، سواء كان بوعي أو من دون وعي منه، وتحرك مشاعره، أو تنعش ذكرياته، والنتيجة أنها تعطيه حافزاً وراحة هو في أمس الحاجة إليها.
شفاء المرضى
وقال عميد كلية العمارة والتخطيط في الجامعة اللبنانية الأميركية، عضو مجلس إدارة مستشفى رزق الدكتور إيلي بدر «لطالما اعتقدت أن الطابع الجميل والجو الفني يسهمان في شفاء المرضى بطريقة أفضل، لذلك سعيت جاهدا طوال سنوات لتحسين بيئة المستشفى باللوحات الفنية».
ويرى البعض أن المشاهد يتعلق بلوحة معينة، لما تثيره من أسئلة غامضة، خصوصاً إذا كانت تجريدية، فيحاول الإجابة عنها في كل مرة ينظر فيها الى اللوحة.
وتابع بدر «بدأت بتجميع اللوحات الفنية التي ينجزها طلاب الجامعة، وعندما التقيت بالداوود، وكان يحلم بتحقيق الفكرة نفسها، طرح تقديم مجموعة من لوحاته للمستشفى، فلم أصدق للوهلة الأولى ما طرحه، ولكنه قدم بالفعل 60 لوحة من أعماله مجانا، كما طرح تنفيذ ورشة عمل مع الطلاب لتنفيذ المشروع بأسرع وقت ممكن».
وأضاف «بدأنا بتنفيذ المشروع منذ بضعة أيام وستنجز ورشة العمل مهمتها في سبتمبر، إذ سيتم رسم 250 لوحة توزع في أرجاء المستشفى».
حالة نفسية
وتعلق في أرجاء معظم المستشفيات في لبنان لوحات مصورة أو منقولة عن لوحات أصلية.
وتابع بدر «سيكون لهذا الإنجاز مردود جيد على المرضى والزوار لأنه ينقلهم الى عالم من الجمال ويخفف عنهم وطأة المعاناة مع المرض ولو للحظات ينشغلون فيها بتأمل اللوحات».
ويعتقد بعض الباحثين أن اللوحة تعكس شعوراً مريحاً لدى المريض، وتساعد على رفع حالته النفسية، وعندما ينظر المريض الى هذه اللوحات ويتأملها، ويسرح بخياله كأنه يدخل إلى هذا التكوين ويصبح جزءاً منه، يستطيع الوصول الى حالة نفسية ومزاجية حسنة، وهذا الأمر يعتبر جزءا لا يتجزأ من العلاج.
وقالت بتينا بدر التي كانت ابنتها من ضمن مجموعة الأطفال المشاركين في ورشة العمل الخاصة بالرسم «ينقل الفنان مشاعره وأمنياته عن طريق اللوحة، ويعبر بصدق عما يختلج في نفسه من أحاسيس، من هنا أهمية تحويل المستشفى الى معرض للوحات، فيدخل الفن عنصراً مهماً من عناصر العلاج في الطب الحديث».
وقالت الطفلة آية ماريا خوري المشاركة في ورشة العمل الخاصة بالرسم من ضمن مجموعة الأطفال «رسمت مع زملائي لوحة وسيتم وضعها في مستشفى رزق لأن هذا الأمر يجلب الفرح الى قلوب الأطفال في المستشفى».
بيروت ــ د.ب.أ
الامارات اليوم
طرح الداوود فكرته على المسؤولين في «مستشفى رزق» فلاقت ترحيباً كبيراً وأبدى المسؤولون استعداداً لوضع أطر قابلة لتنفيذها.
ويقول الداوود «يأتي الناس الى بيروت لتمضية عطلة صيفية وينشدون المتعة والاستجمام، أما أنا فقررت أن أحب هذه العاصمة كما فعلت مع دمشق والقاهرة وعمان».

طفلة مشاركة تنفذ إحدى اللوحات. د.ب.أ
وأضاف «قررت أن أجعل هذا الحب مشعاً وملموساً في بيروت، كما حاولت ان أعيد كتابة التاريخ بطريقة فنية عن طريق إصدار مجموعة من الكتب في مؤسسة «رواق البلقاء»، بمشاركة نخبة من المبدعين العرب مثل كتاب «ومر القطار»، وكتاب «حوار الأنهر»، وكتاب «الوردة المحجوبة»، هكذا سيكون لي شرف المساهمة في تحويل المستشفى معرضاً أو متحفا فنيا.
«رواق البلقاء»
والداوود هو صاحب المؤسسة الفنية «رواق البلقاء» التي تأسست في مدينة الفحيص في الأردن مطلع التسعينات، وبدأت عملها بترميم البيوت القديمة وكل ما يتعلق بها من ذاكرة معاشة، واستضافت عدداً كبيراً من الشعراء والفنانين العرب والأجانب، وهي تهدف إلى نشر الفن وثقافاته في الشارع العربي، من خلال اهتمامها بالتراث والموروث الحضاري.
وتابع الداوود «الهدف من ذلك تأمين القسط الأكبر من الراحة النفسية للمريض وخفض منسوب معاناته، وخلق جو فني ينقل زوار المستشفى الى فسحة من الأمل والتفاؤل».
ويعتبر البعض أن للوحات الفنية والألوان دوراً فعالاً في الإرشاد والعلاج النفسي إذا وجهت وظيفة الفن في هذا الاتجاه.
وقال «سيكون في كل غرفة من غرف المستشفى لوحة تحمل توقيعي توضع بطريقة يكون المريض قادراً على رؤيتها، أما بقية الأمكنة فستتوزع فيها لوحات تنجزها ورشة عمل تضم مجموعة من طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية ومجموعة من الأطفال، وأخرى تضم ذوي الحاجات الخاصة، وعدداً من المرضى القادرين على الرسم، وتعتبر ورشة العمل هذه فريدة من نوعها».
250 لوحة
ويتولى الداووٍد إدارة ورشة العمل مع طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية وبقية المجموعات، الذين سينجزون نحو 250 لوحة ستتنافس على احتلال أمكنة لها في أرجاء المستشفى بعد إنجاز المشروع.
ويستعين بعض المستشفيات في الوطن العربي ببعض المصممين والفنانين التشكيليين لإنتاج لوحات تشكيلية، يوظفون فيها متغيرات عديدة كالألوان والرسومات لتناسب أجواء المستشفى.
وقال الداوود «سأحاول أن أثير أسئلة اللون في المستشفى، فليست العملية مقتصرة على تعليق لوحة فقط»، مشيرا إلى أهمية اللون في حياة الإنسان وما له من تأثير في أمزجة البشر بحيث يمكننا الحكم على الأشياء من خلال لونها».
وأضاف «سأحاول الابتعاد عن الواقعية في هذه اللوحات والذهاب باتجاه التجريد بحيث تحمل اللوحة العديد من الأسئلة، بألوان هادئة تبعد المريض عن التوتر».
والمعروف أن اللوحة الفنية تلامس جانبا معينا بداخل المشاهد، سواء كان بوعي أو من دون وعي منه، وتحرك مشاعره، أو تنعش ذكرياته، والنتيجة أنها تعطيه حافزاً وراحة هو في أمس الحاجة إليها.
شفاء المرضى
وقال عميد كلية العمارة والتخطيط في الجامعة اللبنانية الأميركية، عضو مجلس إدارة مستشفى رزق الدكتور إيلي بدر «لطالما اعتقدت أن الطابع الجميل والجو الفني يسهمان في شفاء المرضى بطريقة أفضل، لذلك سعيت جاهدا طوال سنوات لتحسين بيئة المستشفى باللوحات الفنية».
ويرى البعض أن المشاهد يتعلق بلوحة معينة، لما تثيره من أسئلة غامضة، خصوصاً إذا كانت تجريدية، فيحاول الإجابة عنها في كل مرة ينظر فيها الى اللوحة.
وتابع بدر «بدأت بتجميع اللوحات الفنية التي ينجزها طلاب الجامعة، وعندما التقيت بالداوود، وكان يحلم بتحقيق الفكرة نفسها، طرح تقديم مجموعة من لوحاته للمستشفى، فلم أصدق للوهلة الأولى ما طرحه، ولكنه قدم بالفعل 60 لوحة من أعماله مجانا، كما طرح تنفيذ ورشة عمل مع الطلاب لتنفيذ المشروع بأسرع وقت ممكن».
وأضاف «بدأنا بتنفيذ المشروع منذ بضعة أيام وستنجز ورشة العمل مهمتها في سبتمبر، إذ سيتم رسم 250 لوحة توزع في أرجاء المستشفى».
حالة نفسية
وتعلق في أرجاء معظم المستشفيات في لبنان لوحات مصورة أو منقولة عن لوحات أصلية.
وتابع بدر «سيكون لهذا الإنجاز مردود جيد على المرضى والزوار لأنه ينقلهم الى عالم من الجمال ويخفف عنهم وطأة المعاناة مع المرض ولو للحظات ينشغلون فيها بتأمل اللوحات».
ويعتقد بعض الباحثين أن اللوحة تعكس شعوراً مريحاً لدى المريض، وتساعد على رفع حالته النفسية، وعندما ينظر المريض الى هذه اللوحات ويتأملها، ويسرح بخياله كأنه يدخل إلى هذا التكوين ويصبح جزءاً منه، يستطيع الوصول الى حالة نفسية ومزاجية حسنة، وهذا الأمر يعتبر جزءا لا يتجزأ من العلاج.
وقالت بتينا بدر التي كانت ابنتها من ضمن مجموعة الأطفال المشاركين في ورشة العمل الخاصة بالرسم «ينقل الفنان مشاعره وأمنياته عن طريق اللوحة، ويعبر بصدق عما يختلج في نفسه من أحاسيس، من هنا أهمية تحويل المستشفى الى معرض للوحات، فيدخل الفن عنصراً مهماً من عناصر العلاج في الطب الحديث».
وقالت الطفلة آية ماريا خوري المشاركة في ورشة العمل الخاصة بالرسم من ضمن مجموعة الأطفال «رسمت مع زملائي لوحة وسيتم وضعها في مستشفى رزق لأن هذا الأمر يجلب الفرح الى قلوب الأطفال في المستشفى».
بيروت ــ د.ب.أ
الامارات اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق