السبت، 28 أغسطس 2010

اختفاء زهرة الخشخاش .. السطو على لوحة فان جوخ للمرة الثانية

وسط أجواء تتسم بالغموض أعلن مساء السبت الماضي عن إختفاء إحدى لوحات الفنان الهولندي فان جوخ والمسماة "زهرة الخشخاش" من داخل متحف محمد محمود خليل بالقاهرة.

وتعدّ اللوحة أحد أهم الأعمال الفنية التي يحتويها ذلك المتحف على الإطلاق . وهي واحدة من أكثر لوحات الزهور التي رسمها فان جوخ شهرة على مستوى العالم وتقدر قيمتها بنحو خمسين مليون دولار وهي لوحة ذات حجم متوسط " 54سم / 53 سم " ومؤرخة بعام 1886.


اختفاء زهرة الخشخاش السطو لوحة

لوحة "زهرة الخشخاش" لفان جوخ

وكان عدد من مسؤولي وقيادات قطاع الفنون التشكيلية المصري قد أحيلوا إلى التحقيق بسبب الحادث الذي لم تعرف ملابساته حتى هذه اللحظة.

ووسط تضارب من التصريحات من قبل وزارة الثقافة المصرية تم الإعلان خلال الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي"أي يوم بعد اختفاء اللوحة" العثور على اللوحة المسروقة بحوزة إثنين من اللصوص قبل تهريبها عبر مطار القاهرة إلى إيطاليا . غير أن وزارة الثقافة المصرية عادت مرة أخرى لتنفي ما جاء بهذا التصريح في بيان جاء بعد ساعات قليلة من التصريح الأول.

لتظل الأمور كما هي عليه وسط استنفار أمني على مستوى الموانىء والمطارات المصرية خوفا من تهريب اللوحة إلى الخارج، إلى جانب إتهامات طالت مسؤولي وزارة الثقافة بالإهمال والتقاعص عن حماية مثل هذه الثروة الفنية، إذ تكشف بعد ساعات من السرقة أن المتحف يخلو من أيّ منظومة للمراقبة نظرا لعدم القيام بالصيانة الدورية لكاميرات المراقبة في المتحف،والتي تبين أنها كانت معطلة تماما منذ سنوات.

وقد صرح الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري بأن اللوحة قد إنتزعت من إطارها بواسطة آلة حادة في غفلة من رجال الأمن، وأن الشكوك تحوم حاليا حسب قوله حول إثنين من الأجانب ذوي ال***** الإيطالية ممن زاروا المتحف يوم الحادث . وهما إثنان ضمن 11 زائرا دخلوا المتحف حتى اكتشاف السرقة عند إغلاقه في تمام الساعة الثانية ظهر السبت الماضي أما الباقين فهم سيدة مصرية وتسعة من الأسبان.

وكانت اللوحة نفسها قد تعرضت من قبل للسرقة في عام 1978 وتمت إعادتها مرة أخرى وسط ملابسات مريبة، إذ تزامن حادث السرقة وقتها مع زيارة لريشار موصيري، وهو يهودي مصري ممن هاجروا إلى إسرائيل وكان يعمل كمستشار فني للسياسي المصري محمد محمود خليل وساعده على جمع الكثير من الأعمال الموجوده ضمن مقتنيات المتحف.

غير أن اللوحة سرعان ما أعيدت مرة أخرة وأعلن وقتها أن أحد الصوص قد قام بإعادتها بعد أن فشل في تهريبها إلى الخارج.

ورغم العثور على اللوحة بعد أيام قليلة من اختفائها إلا أن البعض قد أثار حينها شكوكا حول أصالة اللوحة التي تم العثور عليها زاعمين أن اللوحة الأصلية قد هربت بالفعل إلى خارج البلاد، وأن هذه اللوحة التي أعيدت ما هي إلا نسخة طبق الأصل منها.

غير أن هذا الزعم قد تأكدت عدم مصداقيته بعد سفر اللوحة للعرض في فرنسا عام 1994 ضمن معرض كبير أقيم في متحف أورساي بباريس لأعمال الإنطباعيين الفرنسيين، حيث تم الكشف عليها والتأكد من أصالتها.

وكأن القدر يأبى إلا أن تتكرر سرقة اللوحة نفسها مرة أخرى في حادث ألقى الضوء على تردي منظومة الأمن داخل المتاحف المصرية، فخلال السنوات القليلة الماضية تكررت بعض حوادث السرقة من داخل عدد من المتاحف التابعة لوزارة الثقافة المصرية، غير أن هذا الحادث يعدّ الأكثر فداحة بين هذه الحوادث،نظرا للقيمة المادية المقدرة لتلك اللوحة، وكونها أيضا أحد الأعمال الشهيرة للفنان الهولندي فان جوخ المصنفة دوليا.

ويعود بناء متحف محمد محمود خليل الذي يطل على نيل القاهرة إلى عام 1915 . وظل منذ إنشائه حتى عام 1960 مسكنا لأسرة محمد محمود خليل ومقرا لمجموعته الفنية الثمينة . إلا أنه بناء على رغبته وتنفيذا لوصية زوجته الفرنسية إملين هكتور تحول عام 1962 إلى متحف يحمل إسمه.

ويضم المتحف أكثر من ثلاثمئة لوحة وإثنين وأربعين تمثالا إضافة إلى مجموعة أخرى من المقتيات الثمينة من السجاد والفازات والتحف التي يعود معظمها إلى بدايات القرن الماضي . ومن بين معروضاته أعمال لعدد من أشهر فناني أوروبا , من أمثال سيزان،وجوجان، ومونيه،وديلا كرواه ،وديجا، ولوتريك، وبيسارو . وتعد لوحة فان جوخ من أكثر هذه الأعمال شهرة نظرا لقيمتها وكذلك للملابسات التى أحاطت بها.

العرب أونلاين- ياسر سلطان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق