يؤكد الفنان التشكيلي بدر الدين عوض أن الخط أحد أهم العناصر التشكيلية نظراً لصفاته الكامنة التي تتيح له القدرة على التعبير عن الحركة والكتلة، كما أن فنون خطوط الكتابة قد تطورت جنباً إلى جنب مع الفن بوسائله وطرقه المتعددة، وتلاحما قبل أن يستقلا ويصبح لكل منهما قيم ومعايير خاصة، وعاودا التلاحم من آن إلى آخر عبر تاريخ الفن كله، وصار الخط عنصراً ذا معنى واسع، ويشير الى العديد من الاستخدامات من كتابة ورسم ونقش داخل الأعمال الفنية منذ فجر التاريخ الإنساني.

وأوضح أن الكتابة بدأت في أعماله الفنية كعنصرين أحدهما واضح، والآخر غير واضح أو غير مقروء، فجاء كمجرد معلومة تشكيلية ليست مُبلغة، وظهر ذلك في أعمال معرضه عام 1994، حينما أحس أن النص أسرع في التعبير.
البداية الحقيقية
وأضاف أن مناقشة رسالته لنيل الدكتوراه في عام 1996، وكان عنوانها “العلاقة بين الكتابات العربية المجردة والأشكال العضوية”، كانت بمثابة البداية الحقيقية لرحلته مع الخط العربي المجرد وتطويره وتطويعه برؤيته الخاصة، وأقام بعدها عدة معارض من لوحات تعتمد على الخط بإيحاء من بعض الأشعار للفيتوري، وطاهر أبوفاشا وما قبل وبعد مرحلة التصوف عند رابعة العدوية، ومنها أعمال معرض كامل لجزء من قصيدة “ الوصية “ لبدر شاكر السياب، والتي كتبها وهو على فراش الموت، وتحدث فيها عن الفراش الأبيض، والسائل الأصفر الذي يدخل جسده، وندائه لابنه، وكانت تلك ضمن قصائد أخرى للسياب أو كما لقبوه “ شاعر الموت”.
وقال إن الكتابات صارت فيما بعد أرضيات أوخلفيات يغلب عليها العنصر العضوي أوشبه العضوي الذي له القدرة على التنافس والتناسل، في أعمال الحفر والطباعة، وفي تلك الفترة تقدم بـ 12 لوحة تمثل مرحلة التطور للخط مع العناصر العضوية، تحت عنوان “ رؤية فنية للمضمون الشعري لدى بدر شاكر السياب “، الى بينالي بيزا الدولي الأول للقطع الصغيرة عام 1999 الذي أقيم بقاعة عرض مكتبة بانجلوس في إيطاليا، وفاز عن تلك الأعمال بجائزة عن تقنية الكشط في الأكواتينت.
وذكر أنه خلال عام 1990 تحول إلى عدد من التجارب في تناول جديد، ابتعد فيه كلية عن الأساليب التي استخدمها منذ عام 1983 وحتى عام 1988 متجهاً نحو الاهتمام بالخط الحر والتجريد للعناصر العضوية وتبسيطها وتسطيحها، مع استخدام أحرف كتابة تأخذ بعض الحركات الإيحائية، حيث استخدم اللون الأسود كتحديد خطي ليعطي إيحاء بالملامح العامة المميزة للأشكال، وتحديد الشخصيات، أما الحوار الداخلي فكان مزيجاً بين ملامح الوجه المميز للشرقيين التي استخدمت بكثرة في مدارس التصوير الإسلامي والمستوحاة من وجوه الشرق الأقصى مع إضافة العمامة العربية.
منظومة لونية
وأكد أنه نفذ أول أعماله في تلك المجموعة من منظور عربي إسلامي امتداداً لأعماله التي سبق أن قدمها خلال عام 1990، واستخدم فيها الكتابة العربية المقروءة، واستوحى منها شرائط ذات أوضاع حركة مع إضافة منظومة لونية لأجل تكوين هيئة جدران تحتوي على نافذة ذات طراز عربي، وأحد أجزائها الزخرفية آدمي ذو تحليل خطي يمثل نموذجاً لكل شهيد ناضل من أجل رد الظلم وإعلاء كلمة الله في الأرض، فقُتل ظلماً وبغياً على يد آخرين.
وعن عنصر الحركة في الخط العربي قال إنه اتجه إلى تقديم مجموعة جديدة بدءاً من عام 1992 أوضح فيها الاستخدام الحركي لأحرف الخط العربي بعد تجريده لإحداث تنويعة من العلاقات مع العناصر العضوية لخدمة أوراق يمكن تسميتها صكوكاً تقدم للحصول على السعادة.
نقطة التحول
وأكد أن سفره في مهمة علمية إلى نيودلهي في الهند للمشاركة في الترينالي الحادي عشر للفنون الذي أقيم برعاية أكاديمية لاليت كالا للفنون عام 2005 كان نقطة التحول في المرحلة التي اعتمد فيها على الخط العربي بشكل واضح يتناسب مع التركيبة الكلية للعمل الفني، مع بعض العناصر البشرية التي تمثل الملامح الهندية بعد التعامل معها مباشرة، وصعوبة التعايش معها بسبب اللغة، إضافة إلى عنصر المباشرة في تركيب اللوحة التي سجل فيها أسماء هندية باللغة العربية مثل “ أشيماط” في مزج بين أسلوبه السابق وما استحدثه عليه بكتابة الأسماء وتجميع الأشخاص في نفس المشهد، وكان يسجل الحدث كمستشرق، حيث كان يحفظ أشكال البشر والأمكنة ثم يقوم برسمها في مرسمه بالاستدعاء من الذاكرة، ويعتبر أن ذلك التسجيل غير المباشر نوع من الاستشراق.
وأكد أن الخط العربي من العناصر المثيرة للناس عموماً دون الدخول في معنى النص، مدللاً على ذلك بلقائه مع فنان هندي عجوز كان يكتب أشعاراً لأحد المتصوفة باللغة الهندية أوالأوردية، ثم يقوم هو برسمها باللغة العربية.
مجدي عثمان
صحيفة الاتحاد

وأوضح أن الكتابة بدأت في أعماله الفنية كعنصرين أحدهما واضح، والآخر غير واضح أو غير مقروء، فجاء كمجرد معلومة تشكيلية ليست مُبلغة، وظهر ذلك في أعمال معرضه عام 1994، حينما أحس أن النص أسرع في التعبير.
البداية الحقيقية
وأضاف أن مناقشة رسالته لنيل الدكتوراه في عام 1996، وكان عنوانها “العلاقة بين الكتابات العربية المجردة والأشكال العضوية”، كانت بمثابة البداية الحقيقية لرحلته مع الخط العربي المجرد وتطويره وتطويعه برؤيته الخاصة، وأقام بعدها عدة معارض من لوحات تعتمد على الخط بإيحاء من بعض الأشعار للفيتوري، وطاهر أبوفاشا وما قبل وبعد مرحلة التصوف عند رابعة العدوية، ومنها أعمال معرض كامل لجزء من قصيدة “ الوصية “ لبدر شاكر السياب، والتي كتبها وهو على فراش الموت، وتحدث فيها عن الفراش الأبيض، والسائل الأصفر الذي يدخل جسده، وندائه لابنه، وكانت تلك ضمن قصائد أخرى للسياب أو كما لقبوه “ شاعر الموت”.
وقال إن الكتابات صارت فيما بعد أرضيات أوخلفيات يغلب عليها العنصر العضوي أوشبه العضوي الذي له القدرة على التنافس والتناسل، في أعمال الحفر والطباعة، وفي تلك الفترة تقدم بـ 12 لوحة تمثل مرحلة التطور للخط مع العناصر العضوية، تحت عنوان “ رؤية فنية للمضمون الشعري لدى بدر شاكر السياب “، الى بينالي بيزا الدولي الأول للقطع الصغيرة عام 1999 الذي أقيم بقاعة عرض مكتبة بانجلوس في إيطاليا، وفاز عن تلك الأعمال بجائزة عن تقنية الكشط في الأكواتينت.
وذكر أنه خلال عام 1990 تحول إلى عدد من التجارب في تناول جديد، ابتعد فيه كلية عن الأساليب التي استخدمها منذ عام 1983 وحتى عام 1988 متجهاً نحو الاهتمام بالخط الحر والتجريد للعناصر العضوية وتبسيطها وتسطيحها، مع استخدام أحرف كتابة تأخذ بعض الحركات الإيحائية، حيث استخدم اللون الأسود كتحديد خطي ليعطي إيحاء بالملامح العامة المميزة للأشكال، وتحديد الشخصيات، أما الحوار الداخلي فكان مزيجاً بين ملامح الوجه المميز للشرقيين التي استخدمت بكثرة في مدارس التصوير الإسلامي والمستوحاة من وجوه الشرق الأقصى مع إضافة العمامة العربية.
منظومة لونية
وأكد أنه نفذ أول أعماله في تلك المجموعة من منظور عربي إسلامي امتداداً لأعماله التي سبق أن قدمها خلال عام 1990، واستخدم فيها الكتابة العربية المقروءة، واستوحى منها شرائط ذات أوضاع حركة مع إضافة منظومة لونية لأجل تكوين هيئة جدران تحتوي على نافذة ذات طراز عربي، وأحد أجزائها الزخرفية آدمي ذو تحليل خطي يمثل نموذجاً لكل شهيد ناضل من أجل رد الظلم وإعلاء كلمة الله في الأرض، فقُتل ظلماً وبغياً على يد آخرين.
وعن عنصر الحركة في الخط العربي قال إنه اتجه إلى تقديم مجموعة جديدة بدءاً من عام 1992 أوضح فيها الاستخدام الحركي لأحرف الخط العربي بعد تجريده لإحداث تنويعة من العلاقات مع العناصر العضوية لخدمة أوراق يمكن تسميتها صكوكاً تقدم للحصول على السعادة.
نقطة التحول
وأكد أن سفره في مهمة علمية إلى نيودلهي في الهند للمشاركة في الترينالي الحادي عشر للفنون الذي أقيم برعاية أكاديمية لاليت كالا للفنون عام 2005 كان نقطة التحول في المرحلة التي اعتمد فيها على الخط العربي بشكل واضح يتناسب مع التركيبة الكلية للعمل الفني، مع بعض العناصر البشرية التي تمثل الملامح الهندية بعد التعامل معها مباشرة، وصعوبة التعايش معها بسبب اللغة، إضافة إلى عنصر المباشرة في تركيب اللوحة التي سجل فيها أسماء هندية باللغة العربية مثل “ أشيماط” في مزج بين أسلوبه السابق وما استحدثه عليه بكتابة الأسماء وتجميع الأشخاص في نفس المشهد، وكان يسجل الحدث كمستشرق، حيث كان يحفظ أشكال البشر والأمكنة ثم يقوم برسمها في مرسمه بالاستدعاء من الذاكرة، ويعتبر أن ذلك التسجيل غير المباشر نوع من الاستشراق.
وأكد أن الخط العربي من العناصر المثيرة للناس عموماً دون الدخول في معنى النص، مدللاً على ذلك بلقائه مع فنان هندي عجوز كان يكتب أشعاراً لأحد المتصوفة باللغة الهندية أوالأوردية، ثم يقوم هو برسمها باللغة العربية.
مجدي عثمان
صحيفة الاتحاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق